الخميس، 19 سبتمبر 2019

حقيقتك وسرك من البداية.. كتب: د. فوزى فهمــــى محمــــــــد غنيــــــم بقلمه




المكر الإلهى هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف ومشكلة بعد مشكلة .. وكل مشكلة تتطلب حلا .. وكل حل يتطلب اختياراً يكشف عن حقيقتك رغماً عنك مهما حاولت الاستخفاء . وبقدر ما تمتد حياتك يوماً بعد يوم ..بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة .. ويظهر ويفتضح أمرك وينتهك سرك . والله يعلم حقيقتك وسرك من البداية .. ولكنك انت لا تعلم ولا تريد أن تعلم .. لأنك مدع .. وكل منا مدع .. . والله يعلم حقيقتك وسرك من البداية .. ولكنك انت لا تعلم ولا تريد أن تعلم .. لأنك مدع صالح وطيب . ولهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس فى الآخرة حسب درجاتهم .. وحتى يكون التصنيف على حسب الحقائق وليس على حسب المزاعم والدعاوى . ولهذا خلق الله الدنيا . خلقها لتنكشف الحقائق على ما هى عليه .. ويعرف كل واحد نفسه ويعرف مقدار خيره وشره .. ثم ليعرف الأبرار خالقهم وربهم وليذوقوا رحمته قبل لقائه . ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية وعالم الملكوت والجبروت والغيب . والله لا يخلق أى شىء إلا بالحق وللحق ، لأنه سبحانه هو الحق . ( وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ). فإذا ارتقيت أكثر فإن الاستشعار الروحى للغيب والإحساس الصوفى  لما وراء الواقع سوف يغلبان على عقلك المسجون فى زنزانة الماديات ، وسوف تنفتح لك نوافذ من البصيرة والحكمة تضىء الظلمة التى ترين عليك من غواشى الحس وسوف يبدو كرم الخلق كأنه طبعك . ولكن استشعار الغيب لم يرتفع بعد ليصبح يقيناً .. وإنما هو مجرد ترجيح . وغاية ما تبلغ إليه من حال .. أن تعتقد أن هناك ثمة قوة وراء الأشياء .. وأنك تخشى هذه القوة . ولكن ما عدا ذلك غير واضح واهتمامك بالدنيا يغطى على هذا الإحساس .. وأنت تمضى فى حياتك تحاول أن تحقق أقصى النفع ولكنك تتحرى ألا تؤذى أحداً .
الدكتور / الأديب : الشاعر

Fawzyfahmymohamed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق