الخميس، 19 سبتمبر 2019

مَهْلُكِ يا امرأة.. كتب: أ. قصي المحمود بقلمه




لَطالما سَجَد الحرف في محرابكِ
ولَطالما استنشقتِ دخان سكائري
وأنا أرتَشف قَهوَتكِ ذات صباح
روَيدكِ سيدتي وعلى مهلكِ
لطالما تَحملت نَزقكِ
 وجمُوحَكِ وَجنُونَكِ
فما كانَ بيننا لَمْ يَكُن مُتكافئاً
كُنت أحتَويكِ بالعقل
وَكُنتِ دائمة الجنون
كُنتِ جمرة تُشعِلها الرياُح يطفئها المطر
جِنونَكِ  ليس بنَزوة ولا هفوه
 فأنتِ امرأة جامحة ومثل جنونكِ ..ندرة
رُوَيدكِ يا امرأة..
بكفيَّ اُكَفكِف دَمعة إن تَمرَدت في مُقلَتيكِ
طَيف ازوركِ في اغفاءة ليل
وامام بوابات الأحلام
أهش عنكِ كوابيس الظلمة
ولطالما قبلتكِ في وجنتيكِ فتعاتبني فيها شفتيكِ
ولطالما تعرت كتفيكِ بلحظة جنون
بملاءة حنون..اغطيها
يا امرأة...
أليس من اوصد الأبواب
جنونك والإرتياب
من أمات عشبة الرعشة في صدركِ
ومن أسكت نغمة الريحان والبنفسج
جنون جامحة في نزوة
وغلظة تجتريها عنوة
وكبرياء رغوة
مَهلك يا امرأة
لست من روادِ السراديب
فما ألفت العتمة والتأويل
ما هكذا العشق والهوى
وما هكذا الجوى
سيدتي الموقرة..
اليك القلب وما بهِ اكتوى
تناثر كالمرايا في داخلي وهوى
شيئاً ما أنكسر..وتلاشا وانزوى
سيدتي..لست ككل الرجال..
أسرجت البقايا،خفيفة الأحمال
إلى الأفق..حيث الغسق
يغيب عنهما الشمس والقمر
معتقلاً فيها الأرق والقلق
أبحثي عن غيري رقماً
فللجنون أرقام
وفي العد فوضى
ولن أكون رقماً كيف ما أتفق
تمتعي بجنونكِ
تمتعي بجموحكِ
امّا عقلي...لا ورب الفلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق