لو تَعلمون مَا قالته تلك البَاقة مِن زُهور اليَاسمين التّي تحْوي خَمس زهراتٍ عن جدّتي..
الزّهرة الٱولى ذَكرتها عِندما كَانت فِي السّادسةِ من عمرها إصطَحبها جدُّها أيْ جدّ جَدّتِي و قَطف لهَا الزُّهور مِن بسَاتِين إحدَى القُرى المُجاورة.
أمّا الزَّهرة الثًّانية فَـ كَانت بِعُمر الرَّابعة عشْر، حَيثُ تزَوّجَت جدّتي كَبيرة الكُل بعُمرٍ أصغَر مِن الكُل فـَ قدَّم لهَا جدِّي أيضاً باقَة زُهور اليَاسمين بيضاء مِثل قلبها، ذات عُروق خَضراء كـَ لون عَينيْها..
عنِ الزَّهرة الثّالثة أُخبركم بِسُرورٍ إنّها أُمّي عِندما ولدت تُشبه جدّتي كثيراً، بغض النّظر عن التّجاعيد التِّي إرتسَمت مُبكّراً في وجهِ جدّتي.. التي لمْ أحْظَ بتقْبيلها إلاّ مرّاتٍ معدُودِة.
أمّا زهرة اليَاسمين الرّابعة، تـُخبرنا عن الحُب و الحَياة في جـَوٍّ حَميميٍّ الذِّي كَان يسُود بيْتَ جدّي آن ذاك، حيثُ لا يَخلُ البَيت مِن شَجرةِ اليَاسمين التي لا زَالت تروي قِصصهم و تَحتَفظ بِرائحتهم فَـ قدْ شَاخ جدّي و جدّتي و حُبهم لمْ يَهترِئْ يَوماً..
الزّهرة الخَامسة كانت بَاكيةً تَحمِلُ اللَّوعة والأسَى فَهي تَنبتُ بِجانب قَبر جدّتي المَرحُومة وَ أبتْ أنْ تَنحَني رُغم قَسوة المُناخ.. ظلَّت كـَ رُوحَها حيّة.. ذَاخرة بالعطَاء.
ترحَلُ أطيَاف مَن نُحب، لَكن زُهور حُبِّهم تَبقى فِي قُلُوبنا مُخلّدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق