الأحد، 9 يونيو 2019

أغنية تهادن الرعود… كتبت: رحيمة بلقاس بقلمها



كيف أشكو للريح لفحها المستطير...
ألَم تجعل جوارحي حطب نارها؟...
تَعَنْكَبَتْ خيوطها بالجوانح...
فشُلَّت الأطراف ويَبُس في الحشى ينبوع النبض...
هذا غمر الغيم يطفئ الحلم...
حريق يلتهم التماهي المتجلي،
بين دفقات السرو المتدلية أغصانها...
ترثي منابع الظمأ الثكلى...
يلثغ النهر بسيول رمال،
تكفكف الرؤيا وتشرد غزلان التوق...
هل لي بفسحة تروّ؟...
أرتق بها شروخ الوقت...
كم عمر أحتاج؟...
لأكمل تسلق مدارج كل هذه القبور؟
منذ أن تشقق الطين عن شتلة الضوء...
وأنا أقتفي زمرد الشموس المضطجعة بي...
أتلفع الثرى لأنفض العالم السفلي عن ثوبي...
لِمَ أحبو صوب عرائش المسافات،
ودمعها يتبرعم شلال سعير...
وندب غائرة تشل الدأب،
لصد الضمور في لاءات السيول...
ينبش أيك أسئلة تتمردها الجسور...
والخلاخل في سيقان العابرين...
تعنْدل الصمت في حلق الخوف...
تكسر سلاسل الفزع...
مفجوعة بوحشة،
تتئد أجفانها المسترخية وتطاول أشباح الغبش...
وسوءات حلمهم تتعرى...
مسهدة عيونهم، تتحصن بمفاصل الهديل...
ليتكوثر في صهيلهم سلسبيل العطر...
وخمر الضياع بين تجاعيد النوافذ الزرقاء...
المشرفة على وجوه،
لا تَرى... لا تُرى...
تثمل الخطى وترفو على طول السراديب...
تموسق ايقاعات السير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق