الأربعاء، 12 يونيو 2019

رحلة طفل… كتبت: رحيمة بلقاس بقلمها




أنا الطفل في كومة الرياحين
أضيء الأنقاض والتراب يجللني
أنا الغريب بينكم، والردى وطن يأويني
أنا الموت الرؤوم أفتح حضني للبراعم.
ها قد فرشت للإسراء معراج جوانحي
أهبط أدراجها علوا
فانصبي في الغواية يا مواويلي
فالصيحة ذبيحة في صوتهم الذليل
يا شيخ الملايين...
عدّها... وأغلق خزائنك...
إلى أن يأتيها سيد السلاطين
مصلوبة أمجادنا على عمود الهون
نصلي على قبلتها في السر والجهر
  ننتظر معجزة من الشياطين
هذه عراجين نخيلنا
تمارها جنَتْه عواصف البراكين
أتلفت محصول ما زرعته كفوف السعف
فامتلأت سلالهم بالأفانين
وبالجوع أترعوا بطون الأوطان
  بالقبور زينوا حقولنا 
فارتفعت رايات الصمت
 تشرب نخب دمي قرعا للفناجين.
يا صوت الموت مدَّ حبالك
  لتنتشل قساوة الفصول 
الأشجار استنفذت كذب البراهين
وقدَّمت أغصانها للنار...
تدفئ صقيع الكون
تحرق ماض بُنِي على سكون
  في كل الأمصار
لتزهر في مضارع...
يشع مرفوعا بغشاوة على الأبصار...
تنجلي وتعم الخضرة
في أفعالنا المضمرة سهوا على الدمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق